منتديات قلب الاسلام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

فزت ورب الكعبة ياابا المساكين

اذهب الى الأسفل

فزت ورب الكعبة ياابا المساكين Empty فزت ورب الكعبة ياابا المساكين

مُساهمة من طرف نورهان الثلاثاء 30 سبتمبر - 7:55

فزت ورب الكعبة ياابا المساكين 446


كن كالصحابة في زهد وفي ورعٍ القوم هم ما لهم في الناس أشباهُ


عُبَّاد ليل إذا جنَّ الظلام بهم كم عابد دمعه في الخد أجراهُ


وأُسْدُ غابٍِ إذا نادى الجهاد بهم هبوا إلى الموت يستجدون رؤياهُ


يا رب فابعث لنا من مثلهم نفراً يشيِّدوا لنا مجداً أضعناهُ


فزت ورب الكعبة ياابا المساكين 67


جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه

قال عنه صلى الله عليه وسلم ( أشبهتَ خلقي وخُلُقي )

وقال (لقد رأيته في الجنّة.. له جناحان مضرّجان بالدماء.. مصبوغ القوادم)


فزت ورب الكعبة ياابا المساكين 67


انظروا جلال شبابه..

انظروا نضارة اهابه..

انظروا أناته وحلمه، حدبه، وبرّه، تواضعه وتقاه..

انظروا شجاعته التي لا تعرف الخوف.. وجوده الذي لايخاف الفقر..

انظروا طهره وعفته..

انظروا صدقه وأمانته...

انظروا فيه كل رائعة من روائع الحسن، والفضيلة، والعظمة، ثم لا تعجبوا، فأنتم أمام أشبه الناس بالرسول خلقا،

وخلقا..

أنتم أمام من كنّاه الرسول بـ أبي المساكين..

أنت تجاه من لقبه الرسول بـ ذي الجناحين..

أنتم تلقاء طائر الجنة الغريد، جعفر بن أبي طالب..!! عظيم من عظماء الرعيل الأول الذين أسهموا أعظم اسهام في

صوغ ضمير الحياة..!!


فزت ورب الكعبة ياابا المساكين 67

إسلامه رضي الله عنه

أقبل على الرسول صلى الله عليه وسلم مسلما، آخذا مكانه العالي بين المؤمنين المبكرين..

وأسلمت معه في نفس اليوم زوجته أسماء بنت عميس..

وحملا نصيبهما من الأذى ومن الاضطهاد في شجاعة وغبطة..

فلما اختار الرسول لأصحابه الهجرة الى الحبشة، خرج جعفر وزوجه حيث لبيا بها سنين عددا، رزقا خلالها بأولادهما

الثلاثة محمد، وعبد الله، وعوف...


فزت ورب الكعبة ياابا المساكين 67

المتحدث بإسم المسلمين في الحبشة

وفي الحبشة كان جعفر بن أبي طالب المتحدث اللبق، الموفق باسم الاسلام ورسوله..

ذلك أن الله أنعم عليه فيما أنعم، بذكاء القلب، واشراق العقل، وفطنة النفس، وفصاحة اللسان..

وذلك أن قريشا لم يهدئ من ثورتها، ولم يذهب من غيظها، ولم يطامن كم أحقادها، هجرة المسلمين الى الحبشة، بل

خشيت أن يقوى هناك بأسهم، ويتكاثر طمعهم.. وحتى اذا لم تواتهم فرصة التكاثر والقوّة، فقد عز على كبريائها أن

ينجو هؤلاء من نقمتها، ويفلتوا من قبضتها.. يظلوا هناك في مهاجرهم أملا رحبا تهتز له نفس الرسول، وينشرح له

صدر الاسلام..

هنالك قرر ساداتها ارسال مبعوثين الى النجاشي يحملان هدايا قريش النفيسة، ويحملان رجاءهما في أن يخرج هؤلاء

الذين جاؤوا اليها لائذين ومستجيرين...

وحطّ الرسولان رحالهما بالحبشة، وقابلا بها الزعماء الروحانيين كافة، ونثرا بين أيديهم الهدايا التي حملاها اليهم.. ثم

أرسلا للنجاشي هداياه..

ومضيا يوغران صدور القسس والأساقفة ضد المسلمين المهاجرين، ويستنجدان بهم لحمل النجاشي، ويواجهان بين

يديه خصوم قريش الذين تلاحقهم بكيدها وأذاها.

ووقف مبعوثا قريش يكرران الاتهام الذي سبق أن ردّداه أمام النجاشي حين أذن لهم بمقابلة خاصة قبل هذ الاجتماع

الحاشد الكبير:

" أيها الملك.. انه قد ضوى لك الى بلدك غلمان سفهاء، فارقوا دين قومهم ولم يدخلوا في دينك، بل جاؤوا بدين

ابتدعوه، لا نعرفه نحن ولا أنت، وقد بعثنا اليك فيهم أشراف قومهم من آبائهم، أعمامهم، وعشائرهم، لتردّهم

اليهم"...

وولّى النجاشي وجهه شطر المسلمين، ملقيا عليهم سؤاله:

" ما هذا الدين الذي فارقتم فيه قومكم، واستغنيتم به عن ديننا"..؟؟

ونهض جعفر قائما.. ليؤدي المهمة التي كان المسلمون المهاجرون قد اختاروه لها ابّان تشاورهم، وقبل مجيئهم الى

هذا الاجتماع..

نهض جعفر في تؤدة وجلال، وألقى نظرات محبّة على الملك الذي أحسن جوارهم وقال:

" يا أيها الملك..

كنا قوما أهل جاهلية: نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسيء الجوار، ويأكل القوي منا

الضعيف، حتى بعث الله الينا رسولا منا، نعرف نسبه وصدقه، وأمانته، وعفافه، فدعانا الى الله لنوحّده ونعبده، ونخلع ما

كنا نعبد نحن وآباؤنا من الحجارة والأوثان..

وأمرنا بصدق الحديث، وأداء الأمانة، وصلة الرحم، وحسن الجوار، والكفّ عن المحارم والدماء..

ونهانا عن الفواحش، وقول الزور، وأكل مال اليتيم، وقذف المحصنات.. فصدّقناه وآمنّا به، واتبعناه على ما جاءه من ربه،

فعبدنا الله وحده ولم نشرك به شيئا، وحرّمنا ما حرّم علينا، وأحللنا ما أحلّ لنا، فغدا علينا قومنا، فعذبونا وفتنونا عن

ديننا، ليردّونا الى عبادة الأوثان، والى ما كنّا عليه من الخبائث..

فلما قهرونا، وظلمونا، وضيّقوا علينا، وحالوا بيننا وبين ديننا، خرجنا الى بلادك ورغبنا في جوارك، ورجونا ألا نظلم

عندك"...

ألقى جعفر بهذه الكلمات المسفرة كضوء الفجر، فملأت نفس النجاشي احساسا وروعة، والتفت الى جعفر وساله:

" هل معك مما أنزل على رسولكم شيء"..؟


قال جعفر: نعم..

قال النجاشي: فاقرأه علي..

ومضى حعفر يتلو لآيات من سورة مريم، في أداء عذب، وخشوع فبكى النجاشي، وبكى معه أساقفته جميعا..

ولما كفكف دموعه الهاطلة الغزيرة، التفت الى مبعوثي قريش، وقال:

" ان هذا، والذي جاء به عيسى ليخرج من مشكاة واحدة..

انطلقا فلا والله، لا أسلمهم اليكما"..!!

لكن عمرو بن العاص كان داهية واسع الحيلة، لا يتجرّع الهزيمة، ولا يذعن لليأس..

وهكذا لم يكد يعود مع صاحبه الى نزلهما، حتى ذهب يفكّر ويدبّر، وقال لزميله:

" والله لأرجعنّ للنجاشي غدا، ولآتينّه عنهم بما يستأصل خضراءهم"..

وأجابه صاحبه: " لا تفعل، فان لهم أرحاما، وان كانوا قد خالفونا"..

قال عمرو: " والله لأخبرنّه أنهم يزعمون أن عيسى بن مريم عبد، كبقية العباد"..

وفي الغداة أغذا السير الى مقابلة الملك، وقال له عمرو:

" أيها الملك: انهم ليقولون في عيسى قولا عظيما".

واضطرب الأساقفة..

واهتاجتهم هذه العبارة القصيرة..

ونادوا بدعوة المسلمين لسؤالهم عن موقف دينهم من المسيح..

وعلم المسلمون بالمؤامرة الجديدة، فجلسوا يتشاورون..

ثم تفقوا على أن يقولوا الحق الذي سمعون من نبيهم عليه الصلاة والسلام، لايحيدون عنه قيد شعرة، وليكن ما

يكن..!!

وانعقد الاجتماع من جديد، وبدأ النجاشي الحديث سائلا جعفر:

"ماذا تقولون في عيسى"..؟؟

ونهض جعفر مرة أخرى كالمنار المضيء وقال:

" نقول فيه ما جاءنا به نبينا صلى الله عليه وسلم: هو عبدالله ورسوله، وكلمته ألقاها الى مريم وروح منه"..

فهتف النجاشي نصدّقا ومعلنا أن هذا هو ما قاله المسيح عن نفسه..

لكنّ صفوف الأساقفة ضجّت بما يسبه النكير..

ومضى النجاشي المستنير المؤمن يتابع حديثه قائلا للمسلمين:

" اذهبوا فأنتم آمنون بأرضي، ومن سبّكم أو آذاكم، فعليه غرم ما يفعل"..

ثم التفت صوب حاشيته، وقال وسبّابته تشير الى مبعوثي قريش:

" ردّوا عليهما هداياهما، فلا حاجة لي بها...

فوالله ما أخذ الله مني الرشوة حين ردّ عليّ ملكي، فآخذ الرشوة فيه"...!!

وخرج مبعوثا قريش مخذولين، حيث وليّا وجهيهما من فورهما شطر مكة عائين اليها...

وخرج المسلمون بزعامة جعفر ليستأنفوا حياتهم الآمنة في الحبشة، لابثين فيها كما قالوا:" بخير دار.. مع خير جار.."

حتى يأذن الله لهم بالعودة الى رسولهم واخوانهم وديارهم...


فزت ورب الكعبة ياابا المساكين 67

لاأدري بأيهما أنا أسرّ بفتح خيبر.. أم بقدوم جعفر

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحتفل مع المسلمين بفتح خيبر حين طلع عليهم قادما من الحبشة جعفر بن أبي

طالب ومعه من كانوا لا يزالون في الحبشة من المهاجرين..

وأفعم قلب الرسول عليه الصلاة والسلام بمقدمة غبطة، وسعادة وبشرا..

وعانقه النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول:

" لا أدري بأيهما أنا أسرّ بفتح خيبر.. أم بقدوم جعفر..".

وركب رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبه الى مكة، حيث اعتمروا عمرة القضاء، وعادوا الى المدينة، وقد امتلأت

نفس جعفر روعة بما سمع من انباء اخوانه المؤمنين الذين خاضوا مع النبي صلى الله عليه وسلم غزوة بدر، وأحد..

وغيرهما من المشاهد والمغازي.. وفاضت عيناه بالدمع على الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وقضوا نحبهم شهداء

أبرار..

وطار فؤداه شوقا الى الجنة، وأخذ يتحيّن فرصة الشهادة ويترقب لحظتها المجيدة..!!


فزت ورب الكعبة ياابا المساكين 67

بطولاته رضي الله عنه في غزوة مؤتة

وكانت غزوة مؤتة تتحرّك راياتها في الأفق متأهبة للزحف، وللمسير..

ورأى جعفر في هذه الغزوة فرصة العمر، فامّا أن يحقق فيها نصرا كبيرا لدين الله، واما أن يظفر باستشهاد عظيم في

سبيل الله..

وتقدّم من رسول الله صلى الله عليه وسلم يرجوه أن يجعل له في هذه الغزوة مكانا..

كان جعفر يعلم علم اليقين أنها ليست نزهة.. بل ولا حربا صغيرة، انما هي حرب لم يخض الاسلام منها من قبل..

حرب مع جيوش امبراطورية عريضة باذخة، تملك من العتاد والأعداد، والخبرة والأموال ما لا قبل للعرب ولا للمسلمين

به، ومع هذا طار شوقا اليها، وكان ثالث ثلاثة جعلهم رسول الله قواد الجيش وأمراءه..


وخرج الجيش وخرج جعفر معه..

والتقى الجمعان في يوم رهيب..

وبينما كان من حق جعفر أن تأخذ الرهبة عنده عندما بصر جيش الروم ينتظم مائتي ألف مقاتل، فانه على العكس،

أخذته نشوة عارمة اذا احسّ في أنفه المؤمن العزيز، واعتداد البطل المقتدر أنه سيقاتل أكفاء له وأندادا..!!

وما كادت الراية توشك على السقوط من يمين زيد بن حارثة، حتى تلقاها جعفر باليمين ومضى يقاتل بها في اقدام

خارق.. اقدام رجل لا يبحث عن النصر، بل عن الشهادة...

وتكاثر عليه وحوله مقاتلي الروم، وراى فرسه تعوق حركته فاقتحم عنها فنزل.. وراح يصوب سيفه ويسدده الى نحور

أعدائه كنقمة القدر.. ولمح واحدا من الأعداء يقترب من فرسه ليعلو ظهرها، فعز عليه أن يمتطي صهوتها هذا

الرجس، فبسط نحوها سيفه، وعقرها..!!

وانطلق وسط الصفوف المتكالبة عليه يدمدم كالاعصار، وصوته يتعالى بهذا الرجز المتوهج:

يا حبّذا الجنة واقترابها طيّبة، وبارد شرابها

والروم روم، قد دنا عذابها كافرة بعيدة أنسابها

عليّ اذا لاقيتها ضرابها

وأدرك مقاتلو الروم مقدرة هذا الرجل الذي يقاتل، وكانه جيش لجب..

وأحاطوا به في اصرار مجنون على قتله.. وحوصر بهم حصارا لا منفذ فيه لنجاة..

وضربوا بالسيوف يمينه، وقبل أن تسقط الراية منها على الأرض تلقاها بشماله.. وضربوها هي الأخرى، فاحتضن الراية

بعضديه..

في هذه اللحظة تركّزت كل مسؤوليته في ألا يدع راية رسول الله صلى الله عليه وسلم تلامس التراب وهو حيّ..

وحين تكّومت جثته الطاهرة، كانت سارية الراية مغروسة بين عضدي جثمانه، ونادت خفقاتها عبدالله بن رواحة فشق

الصفوف كالسهم نحوها، واخذها في قوة، ومضى بها الى مصير عظيم..!!


فزت ورب الكعبة ياابا المساكين 67

ومضى جعفر إلى النعيم المقيم

وهكذا صنع جعفر لنفسه موتة من أعظم موتات البشر..!!

وهكذا لقي الكبير المتعال، مضمّخا بفدائيته، مدثرا ببطولاته..

وأنبأ العليم الخبير رسوله بمصير المعركة، وبمصير جعفر، فاستودعه الله، وبكى..

وقام الى بيت ابن عمّه، ودعا بأطفاله وبنيه، فشمّمهم، وقبّلهم، وذرفت عيناه..


فزت ورب الكعبة ياابا المساكين 67


اللهم إجمعنا بحبيبنا المصطفى وصحابته الكرام في الفردوس الأعلى من الجنة ..... آآآآآمين
نورهان
نورهان
نجوم الأبداع
نجوم الأبداع

عدد الرسائل : 74
العمر : 35
البلد : lمصر
الوظيفة : لاشىء
عدد النقاط : 10
المستوى :
فزت ورب الكعبة ياابا المساكين Left_bar_bleue0 / 1000 / 100فزت ورب الكعبة ياابا المساكين Right_bar_bleue

تاريخ التسجيل : 25/09/2008

البطاقة الشخصية للعضو
أسمك اليوم: قلب مسلم
حالة المزاج اليوم: عادى عادى
ألأوسمه:

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى